يتساءل الكثير من الأشخاص عن الفرق بين العام والسنة؛ وذلك بسبب كونهما يُشيران إلى الوقت والمدة الزمنية التي تمتد من شهر كانون الثاني ولغاية شهر كانون الأول، ولكن رغم التشابه الكبير والترادف بينهما إلّا أنَّهما يُخفيان وراءهما معاني ودلالات عميقة، وهذا ما يدل على روعة وجمال اللغة العربية، ولذلك دعونا نتعرّف على أبرز الفروقات بين هاتين الكلمتين:
- يُقصد بالعام السنة، وهي أربعة فصول، واثنا عشر شهرًا، وجمعها أعوام، ويُقال رأس العام أي أوله، ولقد وردت هذه الكلمة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم، حيث يقول الله تبارك وتعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)، بينما تُعرف السنة بفتح السين والنون بالجدب والقحط، والسنّة الأرض المجدبة.
- يطلق لفظا العام والسنة على زمن واحد من حيث عدد الشهور، ولكنَّ العرب تستعمل هاتين الكلمتين لدوافع ودلالات معينة، ويُمكن التفريق بين كلمة العام كلمة السنة من خلال الآتي:
- كلمة السنة: يستعمل العرب هذه الكلمة للدلالة على زمن القحط والمجاعة، حتّى أنَّ العرب توسعوا في ذلك كثيرًا، وسمّوا القحط سنة؛ وذلك من باب إطلاق المحل وإرادة الحال، وبالتالي تدل السنة على الشؤم، وهي 12 شهرًا من الخوف وعدم الاستقرار؛ إذ تعني هنا الحقبة التي لا خير بها، ولذلك عندما يُسأل أحدهم كم عمرك؟ فإنَّ الإجابة الصائبة على سبيل المثال تكون 30 عامًا، بينما يكون الخطأ عند القول 30 سنة.
- كلمة العام: تُستعمل كلمة العام للدلالة إلى عام الرخاء في العين والحياة، كما تستخدمه للإشارة إلى الزمن والمستقبل المجهول؛ وذلك من منطلق التفاؤل ليكون عام رخاء، وبالتالي فإنَّ العام دليل على الخير، ولذلك يجب القول أبلغ من العمر 30 عامًا.
- وردت العديد من الآيات القرآنية التي توضح الفرق بين لفظي العام والسنة، ومنها لفظ السنة في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ): تدلُّ السنين على العذاب، وتعني القحوط والجدوب، وكذلك قوله تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ): تدل السنين على السنوات التي ستمرُّ على قوم يوسف عليه السلام، أمّا كلمة العام فمنها قوله تعالى: (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ): يدل العام في هذه الآية القرآنية على الخير؛ لأنَّ الناس سيفتنون في ذلك العام، ثمَّ يتوبون ويذكرون الله مرة أخرى في نفس العام.